حياة ارهابى
:: أدب و شعر :: القصص القصيرة
Halaman 1 dari 1
حياة ارهابى
by medo 14/7/2007, 7:31 pm
السلام عليكم
حياة ارهابى
بعدها بت أفكر مليا في الانتحار,وإنهاء هذه الحياة التي لم أسر بها ,فما عدت أشعر بأن هناك ما يجعلني أسر على العيش بت أتمنى من عزرائيل أن يسرع لملاقاتي ,وكلما حاولت إنهاء حياتي إلا وانتابني شعور مليء بالخوف ,لطالما قلت لنفسي بان الله سبحانه وتعالى ما خلقني تعيسا في الدنيا لأنه تعالى سينعم علي بالسعادة الأبدية في الآخرة,لكني أرجع وأقول في سري ومالذي فعلته في دنياي حتى يكافئني الله بالسعادة ,لقد فعلت كل ما نهاني الله عن فعله ,سرقت وزنيت ,هجرت المسجد أو بالأحرى لم أصلي أبدا ,نهرت أمي مرارا ,حقدت على الله مرارا ,شكوت إليه قلة رزقي وعبت عليه قلة العدل والمساواة,لقد جئت بكل جرم وفحش فكيف تكون الجنة من نصيبي ,يبدوا أن هناك حلم لا يزال يراودني.
وكما أنني كلما حاولت الانتحار,إلا وعاد بي الزمن إلى الوراء,أتذكر بنت عمتي التي قضت نحبها منتحرة ,لم تغب عن ذهني أبدا,أتذكرها مرارا ,لم أستطع أن أبعد صورتها من أعيني ,كان منظرها مريع ,ألمني موتها بشدة فلقد كانت إنسانة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ,كانت تحب الحياة بكل ما فيها ,عسرها و يسرها بالرغم من طغيان عسرها على يسرها ,لم تكن كباقي الفتيات كان يسكن صدرها أطيب قلب ,كانت تفيض نبلا و أخلاقا . كم كنت أرتاح لها و لكلامها كانت دائمة التفاؤل,لطالما شجعتني ومنحتني الأمل .
لن أقول لكم لماذا انتحرت بل سأكتب ما جاء في مذكراتها لعل حرارة قلمها تصل لقلوبكم:
{لطالما ظننت أنني سأظل سعيدة مبتهجة بالرغم من سحابة الحزن التي أعجبها المقام فوق سمائنا ,وما كنت لأتصور ليوم أن أمر بلحظة كآبة,ولم يخطر ببالي أنه سيأتي يوم أنام فيه و أرجو من الله أن لا تشرق علي شمس الغد ,وما ظننت لبرهة أنه سيأتي يوم أندم لأني موجودة في هذا العالم ,كنت أظن أن سعادتي ستظل أبدية وأن الفرح لن يغادر صدري ,وأن الهم لن يعرف طريقا لقلبي ,حتى جاء هذا اليوم الذي بات يوم انطلاق تعاستي اليوم الذي بت أتمنى أن أملك فيه آلة للتحكم في الزمن حتى أرجع بالوقت للوراء وأصحح هذا اليوم أو أمحوه من أجندة الأيام,فهذا اليوم بدل مسار حياتي انتهى فيه مستقبلي بدلت فيه أحلامي إلى كوابيس ,ففي هذا اليوم حرمت من حقي بالعيش,فلقد ضاع مني تاجي و فقدت شهادتي ,وانتهت صلاحيتي. وبت مثل البضاعة الفاسدة التي آن وقت التخلص منها ,ففي هذا اليوم فقدت عذريتي ,لم أفقدها فوق سرير زوجي وبين أحضانه ,بل فقدتها في الخلاء وفوق عنقي سكين حاد المصل ,أضعت شرفي وتركته لهذا المجرم الذي قضى مني حاجته ورحل ,أخذ مني أعز ما يكون عند الفتاة وذهب. وها أنا لآن أعيش مع عذاباتي و ألامي ,فلقد تبخر حلمي في أن أكون زوجة وأم ,والأكثر من هذا أصبحت امرأة متعفنة قذرة ,أجد حراما لفتاة مثلي أن تصلي أو أن تقوم بعبادة الله ,أو أن تطلب منه شيء ,كما اشعر أنه من غير اللائق لفتاة مثلي أن تصوم أو أن تقوم بأي عمل لوجه الله تعالى ,فبت أفعل كل هذا مكرهة .أعرف أنني مدنسة و أن العار يلجمني ,فلقد كان علي أن أفضل الموت وأن لا أفرط في شرفي الذي بت نادمة أشد الندم من أجله ,فما العمل كيف أرجع نقائي و أرجع الفتاة الطيبة التي كنت من قبل كيف أغسل عاري وأرمي التوب الذي لطخ بدماء عذريتي ,أظن أنني لن أمحو خطيئتي إلا بموتي . }
كانت تعيش على أمل أن تموت في الغد, كانت على يقين بان الموت هو نهاية عذابها, فهي لم تستطع أن تبعد عن ذهنها ما حصل ولا تزال صور الحادثة راسخة في ذاكرتها ,وهيأة ذلك الذئب البشري لم تغادر فكرها الصغير فلقد عشش بداخلها و آبى أن يغادر ,فما كان منها إلا أن أنهت حياتها .
لن أقول بأنه فاجأني انتحارها , فلقد كنت على يقين بأنها لن تتحمل ,وكنت ألمح شوقها للموت في عيونها ,وكدت أسمع صمتها ينادي على ملك الموت ويهتف له,ولكم حزنت لموتها ,وكم أحزنني مستقبلها الذي لم يمهله الزمن أن يبدأ, و الذي أحزنني أكثر هو علمي بأن الإمام رفض أن يصلي عليها صلاة جنازة في المسجد بدعوى أنها قتلت نفسا ,آلمني هذا فكيف يعقل أن لا ننصف هذه الإنسانة التي طغت عليها الأيام ,وغزتها الهموم ,وكبلتها المشاكل ,هذه الإنسانة التي لم يترك لها الزمن مجالا للعيش فأبت إلا أن لا تعيش .
من منا لا يحب الحياة, من منا لا تسحره الحياة ببريقها و زيفها ولمعانها, لماذا نحن نتمسك بالحياة طبعا لأن الضحك فيها بلا حساب, ولنا فيها نصيب من النجاح ,والأصحاب في الأمسيات رفاق ,ونحن مع الأهل على نوائب الدهر ,نحن نتمسك بالحياة لأننا نشعر بها وتبتسم لنا مرارا.
ماذا لو كانت أيامنا كلها دموع, ماذا لو كنا وسط الأهل غرباء, ماذا لو كنا نعيش اليوم على أمل أن لا نعيش الغد, وماذا لو طال اليوم.
أليس من حق الإنسان أن يعيش كريما أو لا يعيش أبدا ,لقد وجدت من الظلم أن لا يصلى عليها ,و ٍرأيت من الظلم أن يظلمها الناس بعد وفاتها ويتهموها بقلة الإيمان والضعف ,ليس كل إنسان أيوب, فلكل واحد منا قدرته على التحمل,ولكل واحد منا طريقته في التفكير ,فل نتقبل الآخر كما هو ولنسامحه ولنغفر له ,وعلى كل حال من كان منكم بلا خطيئة فل يرشقني بحجر .
medo- عضو إداري
- Jumlah posting : 2303
Age : 33
Points : 0
Registration date : 06.07.07
بطاقة الشخصية
نقاط التميز : /
الوصف : -
:: أدب و شعر :: القصص القصيرة
Halaman 1 dari 1
Permissions in this forum:
Anda tidak dapat menjawab topik|
|
|